tt ads

تناقلت وسائل اعلام مغربية ليلة السبت أخبارا تقول بأنها مطلعة حول قرب اقالة الناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش، وتسائل متابعون عن الدوافع الحقيقية وراء هذه الاقالة إن تمت ، هل هي بسبب اختيارات المدرب ؟ أم بسبب خلالفاته مع بعض اللاعبين وابعادهم ؟ أم هي ناتجة عن تصريحاته الأخيرة والتي اعتبرت محرجة للجامعة ؟

تولى البوسني وحيد خاليلوزتش تدريب المنتخب المغربي في 15 غشت 2019 خلفا للفرنسي هيرفي رونار الذي أوصل المنتخب لمونديال روسيا 2018 بعد غياب دام عشرين سنة ، وتضمن العقد الذي وقعه وحيد مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ثلاث شروط في أربع سنوات ، أولاها التأهل لنصف نهائية كأس افريقيا للأمم 2022 بالكاميرون، وثانيها التأهل لمونديال قطر 2022 ، وثالثها الفوز بأس أمم إفريقيا 2023 بالكوت ديفوار، إلا أنه لحد الآن فشل في الشرط الأول ونجح في الثاني في انتظار الثالث .

فبالرغم من النتائج الايجابية التي حققها مع المنتخب الوطني في الأدوار الاقصائية لأمم افريقيا وكأس العالم إلا أن معظم الجماهير والمتابعين والنقاد والمحللين لم يقتنعوا بأداء المنتخب نظرا لحالة اللاستقرار التي عرفها المنتخب من جهة ومن جهة ثانية الصراع الذي ظل حاضرا داخل صفوف المنتخب بين المدرب وبين بعض اللاعبين

كان لافتا أن معظم المباريات الاقصائية لعبها المنتخب المغربي داخل المغرب بسبب تزامنها مع جائحة كورونا واستحالة تنظيم بعض الدول المنافسة للمغرب للمباريات بسبب الانتشار الكبير لفيروس كورونا بها، وهو ما كان عاملا مساعدا للمدرب في حصد التأهل بدون عناء ، لكن أمام استمرار الأداء الرديئ للنخبة الوطنية التي تضم عدد كبير من المحترفين بدأ الجمهور يتسائل عن مدى جاهزية هذا المنتخب للمنافسات الكبرى ؟ فكان الجواب في أمم افريقيا بالكاميرون حيث ظهر المنتخب الوطني بأداء هزيل في غياب تام لأي لمسة للمدرب بالرغم من التأهل للدور الثاني من البطولة متصدرا لمجموعته

وجاءت مبارتي السد ضد الكونكو الديمقراطية لتقطع الشك باليقين بأننا أمام منتخب غير قادر على لعب كرة قدم عصرية ، منتخب مفكك الخطوط ، وكأنه يلعب بدون خطة واضحة ، ومن حسن حظه أن القرعة كانت رحيمة به حيث وضعته أمام أضعف المنتخبات  التسعة المتأهلة

زياش ومزراوي النقطة التي أفاضت الكأس

أثارت التصريحات التي أدلى بها الدولي المغربي ونجم فريق تشيلسي الانجليزي حكيم زياش بأنه ” لن يلعب للمنتخب المغربي مستقبلا ” حالة من السخط من طرف الجمهور المغربي على المدرب وعلى الجامعة حيث اعتبرت الجماهير أن تصريحات زياش كانت بسبب سوء المعالمة التي تعرض لها من طرف المدرب والجامعة والاعلام الداعم لهما ، وأن نجم بقيمة زياش مكانه الطبيعي هو قيادة المنتخب الوطني خصوصا في هذه الفترة

وزاد الطين بلة الدعوة التي وجهتها الجامعة لزياش ومزراوي قبل موقعة الكونكو في كينشاسا ، فكان الرد سريعا من طرف نجمي تشيلسي وأياكس بأنهما يرفضان اللعب للمنتخب في هذه الظروف

انتقل مطالب الجماهير المغربية من وسائل التواصل الاجتماعي إلى الملاعب حيث لم تترك أي فرصة إلا وهتفت باسم زياش وخصوصا في مباريات المنتخب الوطني والمباريات التي كان يحضرها خاليلوزيتش أو فوزي لقجع، وكان آخرها تعرض رئيس الجامعة لسيل من الاحتاجاجت والانتقادات والهتافات في مركب محمد الخامس بالدار البيضاء بعد تأهل المنتخب، حيث وصل الأمر حد رشق لقجع بالقنينات

” تصريحات الجامعة لا تعنيني ولا أهتم بها “

هكذا رد وحيد خاليلوزيتش عبر قناة كرواتية على تصريحات رئيس الجامعة الملكية لمغربية لكرة القدم فوزي لقجع التي عبر فيها عن قرب ايجاد حل لملف حكيم زياش ونصير مزرواي ، هذا التصريح حسب الاعلام المقرب من لقجع اعتبر إساءة بليغة للجامعة ورئيسها ، بل هناك من ذهب إلى القول بأن الجامعة خيرت وحيد بين إيجاد حل لمشكل زياش ومزراوي أو الرحيل ، وهذا غير مستبعد بالنظر لشدة الاحتقان الذي يعرفه هذا الملف إذ يرى مراقبون أن الجامعة ورئيسها يريدان الخروج من هذا الصراع منتصرين من خلال الانحياز لمطالب الجماهير والتضحية بالناخب الوطني ، بالرغم من تصريحات فوزي لقجع قبل أسبوعين التي قال فيها لجريدة الصباح بأن وحيد سيستمر في مكانه رغم كل الإنتقادات التي يتعرض لها.

يكاد الشارع الرياضي المغربي اليوم أن يكون مجمعا على ضرورة اقالة المدرب خاليلوزيتش بل هناك من يطالب باستقالة المكتب التنفيذي للجامعة لأنه هو السبب فيما وصلت اليه الأمور ، ويبقى السؤال الكبير لماذا تحركت الجامعة في هذا التوقيت بالضبط ؟

الجواب واضح هو أن الأزمة بين المدرب والجماهير انتقلت إلى مواجهة مباشرة بين الجماهير والجامعة ، حيث لم يعد الجمهور يطالب وحيد بالرحيل بل يطالب الجامعة إما بتصحيح الوضع أو الإستقالة ، وما يحدث من مطالب في الملاعب دليل على ذلك ، ولذلك من المرجح أن تكون التصريحات الأخيرة لوحيد خاليلوزيتش المشجب الذي ستعلق عليه الجامعة قراراها للتخلص منه والبحث عن عن مدرب جديد لقيادة المنتخب الوطني في مونديال قطر 2022 ، فهل سنكون أمام مدرب وطني في المونديال القطري ؟

tt ads

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *